article_page_ad

يستحق السؤال والتفكير التقرير الأخير الصادر عن البنك الدولي والذي أفاد بأن الفقر في لبنان تضاعف 3 مرات خلال عقد من الزمن ليشمل واحداً من كل ثلاثة لبنانييّن في العام 2022. وكشف التقرير أن 44 % من اللّبنانيين والمقيمين هم فقراء كخلاصة لدراسة إستقصائيّة قام بها البنك الدولي على 4200 أسرة من خمس محافظات لبنانيّة.
 وفي تشريح لنسب الفقر في كلّ محافظة، توصلت الدراسة الى أنّ نسب الفقر الأعلى هي في محافظة عكار وسجّلت 70% حيث يعمل معظم السكان في الزراعة والبناء. 
 كما أن ما نسبته 37% من الدخل الشهري للعائلات الأكثر فقراً عبارة عن مساعدات إجتماعية، وأن 34% من أرباب الأسر المستطلعة مياومون، أي يعملون بأجر يومي وبأعمال غير منتظمة.
وفي ما يتعلق بالمقيمين السورييّن في لبنان، فقد خلص التقرير إلى أنّ 9 من 10 سوريّين من الأسر المستطلعة تعيش تحت خط الفقر. إلّا أنّ التقرير اشار أيضاً الى المزاحمة في سوق العمل بين اليد العاملة السوريّة واللّبنانية حيث أنّ تدفّق اليد العاملة السوريّة إلى سوق العمل دفع اللّبنانيين الى القبول بوظائف تتطلّب مهارات معيّنة.
الخبير الإقتصادي البروفسور جاسم عجاقة وفي حديث ل"نيوزفوليو" قال "إن الدراسة صحيحة ودقيقة ولا يمكن التشكيك بأرقامها لأن الباحثين الميدانيين ينتمون الى 150 جنسية، ولا مجال للزعبرة". وأضاف:" قد يكون هناك شيء مسيّس على مستوى الإدارة، لكنّ الإشكالية ليست هنا، وإنما في كون البعض ينظر فقط الى طبقة معينة من الناس تتعامل "بالكاش" ولها مصادر مالية معينة بغض النظر ما إذا كانت مشروعة أم لا، وهذه النظرة المحصورة بطبقة واحدة من المجتمع توحي وكأن الأمور عادت الى طبيعتها والناس مرتاحون مادياً، بينما الحقيقة هي أن فئة معينة من الناس هي على هذه الحال. عدا عن ذلك، ثمة مؤشر يؤكد أن الفقر إزداد هو إرتفاع نسبة الجرائم والسرقات والتعديات".
ويقول عجاقة إنه لا يشكك بدراسة البنك الدولي، لكنه يبحث عن القاعدة التي شملتها الدراسة، لاسيما أن هناك نوعين من الفقر: الفقر لناحية الدخل، والفقر المتعدد الأبعاد الذي يأخذ بالإعتبار الدخل والتربية والخدمات الصحية مشيراً الى أن 2.13 دولاراً في النهار للشخص الواحد يعني بلوغ عتبة الفقر.

news
news
news
news