جدير بالتحليل ما قاله الصحافي رضوان عقيل، وهو الصحافي في جريدة النهار والمقرّب من أجواء الثنائي الشيعي ولاسيّما رئيس مجلس النواب نبيه بري..ما قاله حرفياً في مقابلة تلفزيونية عبر OTV هو أن "العامل الإقتصادي والمالي والمعيشي هو السبب الأول وراء إنتخاب الإيرانيين للمرشح الإصلاحي مسعود بزكشيان رئيساً للبلاد في وجه منافسه المحافظ سعيد جليلي". وتابع عقيل:" نحن نعتقد أن كل إيران مهتمة اليوم بجبهة غزة، بينما وجدان المواطن الإيراني هو مع غزة لكن همّه كيف يوفّر لقمة عيشه..بزكشيان هو طبيب قلب ناجح لكنه طبيب سياسي يمدّ يده أكثر للغرب وللحوار مع الغرب اكثر من فريق جليلي.."

ما قاله عقيل يدفع الى تساؤلات طبيعية أولها أن إيران وهي الداعم المادي والمعنوي الأول لحزب الله أتى على رأسها طبيب برنامجه لشعبه هو لقمة العيش أولاً وأخيراً، فلماذا لا يأتي للبنان رئيس يفهم بالدرجة الأولى في الإقتصاد ويكون على رأس أولوياته إنقاذ البلد من أزماته ولا يكون محسوباً على هذا المحور أو ذاك، والساحة لا تخلو من أسماء.. 

والتساؤل الآخر هو لماذا نرتضي في لبنان أن تنفذ إيران أجندتها ومصالحها في المنطقة من خلال أذرعتها في الخارج وأولها حزب الله الذي تدفع به لمناصرة غزة، فيما همها هي في الداخل إقتصاد البلد، ويكون الثمن اللبناني من وراء إقحام الحزب نفسه في غزة من إقتصاد لبنان وعافيته وسياحته وصيفيته.. ولماذا ما يطبقه الإيراني على نفسه لا يطبقه حلفاء إيران في لبنان على أنفسهم، فيكون همهم وإهتمامهم لقمة العيش اللبناني وعافية البلد قبل أي شيء آخر..

أسئلة وأسئلة لن تغير شيئاً في الحال بطبيعة الحال، لأن محور المقاومة في لبنان أقسم اليمين على ما يبدو أن يكون مَلَكياً أكثر من الملك سواء في غزة أو في إيران..