15 كانون الأول 2021 المدن :المصدررصد الموقع :الكاتب
بعدما أثارت الإعلامية السورية، هيفي بوظو، الجدل بتوجهها إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لتغطية حفلة ملكة جمال الكون، ما أثار انتقادات واسعة لها عطفاً على استمرار الصراع العربي الإسرائيلي وحساسية الجمهور السوري من فكرة "التطبيع" مع إسرائيل، ظهرت الإعلامية السابقة في قناة "أورينت" المعارضة في لقاء مع قناة "I24News" الإسرائيلية الناطقة بالعربية.
واللقاء هو الأول من نوعه لإعلاميين سوريين على شاشات إسرائيلية. وتحدثت فيه بوظو عن أن "النظام السوري هو من يسعى من أجل التطبيع مع إسرائيل، وليست إسرائيل هي من ترغب في تطبيع العلاقات معها"، حسب تعبيرها. وعن إمكانية فرص السلام بين البلدين، أضافت بوظو المقيمة في الولايات المتحدة أن "النظام السوري يمهد الطريق لذلك ومن يشاهد، يرى بأن سوريا تسعى لإقناع الشعب من خلال بعض المشاهد بوجود عائلات يهودية عاشت في سوريا".
ومازالت سوريا تشهد تجاذباً على فكرة من يمثل المقاومة الحقيقية ضد إسرائيل، بين الموالين والمعارضين، على المستوى الشعبي والسياسي، وتصبح تهمة العمالة لإسرائيل واحدة لدى الطرفين. فالموالون يتهمون المعارضين بتنفيذ مخطط صهيوني في البلاد، وتتحول قضية شديدة الفردية، مثل زيارة بوظو للدولة العبرية، إلى تعميم يفيد بأن الثورة السورية ضد النظام ككل، صهونية. أما المعارضون فيتهمون النظام بالتواطؤ مع إسرائيل والتقارب معها بشكل يفضح البروباغندا الرسمية التي تضع النظام ضمن محور الممانعة كمبرر لكل البؤس الاقتصادي والخدمي في البلاد.
وهكذا، تثير العلاقات مع إسرائيل جدلاً مستمراً، فالنظام السوري بوصفه جزءاً من محور الممانعة يزعم أنه يحارب "العدو الإسرائيلي" ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني. ويقول كثير من المعارضين للنظام أنهم يمثلون المقاومة الحقيقية لإسرائيل، وينظرون إلى "سوريا الأسد" وإسرائيل كوجهين لعملة واحدة، بوصفهما نظامين سياسيين يقومان على العنصرية ويمارسان جرائم ضد الإنسانية، بطرق مختلفة.
وطوال سنوات الحرب السورية كان موقف إسرائيل من الأحداث في جارتها الشمالية حذراً. ولم تكن هنالك محاولات لانفتاح المعارضة على تل أبيب، لحساسية الموضوع، حتى بعد الاتفاقيات التاريخية التي أفضت لسلام بين إسرائيل من جهة، والإمارات والبحرين من جهة ثانية، في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وعلقت بوظو على ذلك بالقول أن "هناك شخصيات سورية معارضة تواصلت مع إسرائيل وتحالفت معها وعبّرت عن ذلك بشكل صريح"، حسب تعبيرها، علماً أنها ستزور وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أن تصل إلى منطقة الجولان لإجراء جولة بمشاركة وفد إسرائيلي هناك.
ونشرت بوظو، عبر حسابها الشخصي في "تويتر"، قبل أيام، صورة لها من كواليس التحضيرات للمسابقة التي شاركت فيها أكثر من 81 دولة، ومنها البحرين والمغرب. كما نشرت صورة لها مع ملكة جمال العراق السابقة، سارة عيدان، التي تم تكريمها في الحفلة، مشيدة بما وصفته "شجاعتها في الدعوة للسلام بين العرب واسرائيل".
وتحدثت بوظو في "تويتر" عن سعادتها الكبيرة للمشاركة في "الحدث التاريخي"، علماً أنها صحافية سورية، تحمل الجنسية الأميركية، بدأت حياتها المهنية في سوريا، ثم انتقلت إلى قناة "أورينت". وسبق لها العام 2018 أن أجرت مقابلة مع السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، كما شاركت في المؤتمر السنوي للجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة "أيباك" العام 2020.