معطى جديد اقتحم ملف تأليف الحكومة، وتمثل باعلان المحكمة الخاصة بلبنان ان "غرفة الاستئناف قررت بالإجماع الحكم غيابيا على السيد حبيب مرعي والسيد حسين عنيسي بالسجن المؤبد، في قضية قتل 22 شخصا في هجوم عام 2005 بينهم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. هذا اضافة الى التعقيدات التي باتت تقليدية عند كل استحقاق من هذا النوع.
وتوقع مصدر مواكب تأجيل موعد الاستشارات المحددة الخميس المقبل، قائلا: يبدو ان الغرب ليس متحمسا لحكومة جديدة في الظرف الحالي، كما ان الحكم الصادر عن المحكمة الدولية خلط بعض الاوراق في الداخل.

واعتبر المصدر انه من المستبعد تحقيق اي خرق قبل ان تتبلور صورة العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة في ضوء زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المملكة، اضافة الى الموقف الفرنسي، حيث من الواضح ان هناك قناعة لدى الفرنسيين ان ابعاد السعودية لصالح ايران عن الساحة الشرق اوسطية، تحديدا اللبنانية اوصل الى تدهور كبير، كما ان التعاطي الفرنسي سيتغير في ظل مذكرة التفاهم الثلاثية التي وقّعت الأربعاء، بشأن تصدير الغاز الإسرائيلي عبر مصر إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وافاد المصدر ان هناك نوعا من توافق روسي واميركي حول كيفية توزيع الغاز في البحر المتوسط من الكميات الى طرق الانتاج وصولا الى الاسواق، قائلا: ولبنان – اذا نال- سينال الفتات، مضيفا: ما سوف يغدقون به علينا مضطرين ان نقبل به، فلبنان لا يملك ثمن افتعال الحرب".

وردا على سؤال، اوضح المصدر ان التطورات المقبلة على الاقليم في الاشهر المقبلة، سترخي بظلالها على كل ما يحصل في لبنان بدءا من تشكيل حكومة وصولا الى انتخاب رئيس الجمهورية، ولا يمكن ايضا تجاوز التطبيع الحاصل في المنطقة، اضافة الى تراجع الحركة الايرانية فيها الامر الذي بدأت طلائعه بالظهور من خلال اعلان زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، أنه قرر الانسحاب من العملية السياسية، ومن الانتخابات، في المرحلة المقبلة.

في ما خص لبنان، رأى المصدر ان التطورات المتسارعة، تؤكد ان لا امكانية لتشكيل حكومة، خاصة في ضوء الاحراج الذي سيواجه الرئيس نجيب ميقاتي- الذي يعتبر الاوفر حظا- في حال شكل حكومة شارك فيها ممثلون عن حزب الله.

واضاف: في كل الاحوال، هناك رغبة اقليمية ودولية، بعدم تأليف الحكومة خصوصا وانه لم يبق من العهد الا اشهر معدودة، وربما لا جدوى من حكومة غير قادرة على ادارة ملف التفاوض في موضوع الترسيم، وغير قادرة على ضبط الحدود، وغير قادرة على ابرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي، وبالتالي لماذا اثقال كاهل الدولة بحكومة تؤكد المؤكد، في وقت يجب الاتجاه نحو مرحلة جديدة.

وختم: لكن هذا لا يعني انه مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ومغادرته قصر بعبدا ستحصل الانتخابات الرئاسية بشكل سلسل وهادئ، بل قد تمر بضعة اشهر من اجل بلورة المشهد، فالجميع يعلم ان لبنان معلق على توقيت لعبة المنطقة.