news
Folder

فن

7 كانون الأول 2021 أخبار اليوم  :المصدررصد الموقع  :الكاتب

بيروت

article_page_ad

يعرض تطبيق شاهد حالياً حلقات المسلسل العربي "شتي يا بيروت" الذي يقوم ببطولته النجم السوري عابد فهد ويتولى إخراجه اللبناني ايلي سمعان. ويشارك في "شتي يا بيروت" ممثلون لبنانيون وسوريون، منهم إيهاب شعبان، وزينة مكي، وإلسا زغيب، وفايز قزق، وعبده شاهين، وفادي أبي سمرا، وديمة بياعة، ورامز الأسود ولين غرّة. وقد انطلق تصوير المسلسل في آب الماضي قبل ان ينهي المؤلف بلال شحادات كتابة الحلقات الثلاثين.
 
يدور "شتي يا بيروت" في إطار تراجيدي معاصر، ويمكن وصفه بالمسلسل الطافح بالمآسي والدراما، اذ انه يعالج موضوع الثأر والانتقام بين الأخوة وأولاد العم، وموضوع الفقد والخسارة بين أفراد الأسرة الواحدة. لكن جوهر هذا الثأر بدا منذ انطلاقة العمل غير مبرر بما يكفي للمشاهد او بما يقنعه (أقله حتى الحلقة السادسة)، كما ان عنف حدة الانتقام بدا غير متناسب مع واقع العائلات السورية المقيمة في دمشق في عام ٢٠٢١ الذي تجري فيه الاحداث، فلو كان العمل يدور في خمسينات القرن الماضي، لكانت القصة بدت أكثر قابلية للتصديق. وقد يكون صناع العمل او شركة الصباح المنتجة له شاءوا ان يتمثلوا ببعض المسلسلات التركية التي لاقت رواجاً في السنوات الأخيرة وكانت تقوم على فكرة الثأر.
 
استطاع المسلسل من الحلقة الأولى أن يثير الاهتمام لتطرّقه إلى قضية الأطفال المصابين بمتلازمة داون، حيث يشارك في العمل الطفل حسن مرعي الذي يؤدّي دور أيوب، ابن عابد فهد، وهو ما أعطى للعمل بعداً إنسانياً. وبرز في العمل مشهد يأخذ فيه فهد نجله إلى المدرسة المتخصّصة بحالته، إلّا أنّ الإدارة ترفض استقباله لأنّه لا يملك أوراق إقامة شرعيّة في لبنان.
 
 
الكاتب السوري بلال شحادات كان أعلن قبيل عرض المسلسل أنّه بمثابة "خلطة درامية تشويقية دسمة تدور بين أزمنة مختلفة يتداخل فيها الماضي بالحاضر، وتعكس عبث هذه الحياة التي نعيشها وأحداثها اللا منطقية"، موضحاً أنّ "الحكاية في هذا العمل هي البطل، فقد اعتمدت على التقنية الدرامية العامة والمتعارف عليها في آلية بناء السيناريو". وأوضح أن "المسلسل يضم قصص أخوة وأقارب جمعهم الدم وفرقتهم متاهات الحياة ودهاليزها، وهكذا تصل الحكاية إلى نقطة اللا عودة، حيث تتلاشى الأحكام الأخلاقية، ويختلط الخير بالشر، ويصبح الظالم مظلوماً". وأشار مؤلف "شتي يا بيروت"، إلى الجهود التي بذلها ليبقى المُتفرج متشوقاً لمشاهدة الأحداث دون ملل، قائلاً: "كلما كنت أشعر أن البطل سيرتاح، كنت أُراكم عليه الأزمات كي لا يستطيع الخروج من دائرة الأحداث أو حلّ العقدة". وأكد أنّ "الحلقة الـ١٥ من المسلسل، تنقلب فيها الأحداث رأساً على عقب، فسيشعر المشاهد أنه أمام شخصيات وأحداث جديدة كلياً تستمر بالتوالد حتى الحلقة الأخيرة".
 
 
المخرج إيلي سمعان صوّر المسلسل بين بيروت وجبل لبنان ودمشق، بطريقة سينمائية كما قال، مشيراً الى انه أعتمد فيها لغة بصرية جديدة مختلفة عن أعماله السابقة "وعن السائد على الشاشات". وقال مخرج "شتي يا بيروت" للشرق، إنه يعتمد في هذا العمل على تفريغ طاقات واحاسيس الممثلين كافة، وكذلك الحالات التي تعيشها الشخصيات التي تتنوع بين العبثية والانتقام.
 
 
الا ان العمل تخللته أخطاء وهفوات عدة حتى الان، ومنها مثلاً مشهد في الحلقة السادسة يقول فيه أحد الممثلين عبارة "مخنون واجوت" بدلاً من "مجنون واخوت" من دون ان تكون شخصيته معروفة بتلعثمها بالكلمات، ما يشير الى سقطة غير مقبولة، سيما انه كان يمكن التخلي عن هذا القسم من المشهد، في حال اكتشف الخطأ اثناء المونتاج لأنه من الواضح ان احداً لم ينتبه اليه وقت التصوير. وفي الحلقة نفسها، سمعنا خبراً اذاعياً لا يراعي ابسط قواعد العربية، اذ وردت فيه على سبيل المثال عبارة "علمت اذاعتنا عن مصدر مختص" وعبارة "امساك الخاطفين"، والعبارتان خاطئتان في شكل فاقع ولا يمكن ان تمرا مرور الكرام. الحلقة السادسة تضمنت ايضاً مشهداً اثار السخرية على مواقع التواصل اذ جمع للمرة الاولى الممثلة زينة مكي التي تلعب دور بائعة هوى بالممثل جيري غزال في جو يذكّر بفيلم Fifty shades of grey انما في ظل القيود التي تفرضها الرقابة الذاتية العربية (حتى على الانترنت) بدا المشهد هزيلاً جداً وبعيداً كل البعد عن روح الفيلم الايروتيكي الاميركي الذي حاول تقليده.
 
في أي حال، عرض "شتي يا بيروت" مستمر كل أسبوع من الاحد الى الخميس عبر تطبيق شاهد، ونحن في انتظار الحلقة ١٥ التي قال كاتب العمل انها ستغيّر المعادلات، علها تغيّر معها انطباعاتنا غير المشجعة عن المسلسل حتى الآن.

news
news
news
news