3 كانون الأول 2021 فريق الموقع :المصدركاتب 1 :الكاتب
أطلقت منظمة الصحة العالمية إسم "أوميكرون" على أحدث متحورات "كوفيد-19"، والذي ظهر للمرة الأولى في جنوب إفريقيا ووصل الآن إلى أكثر من 20 دولة، وفي جميع القارات.
وتمّ التعرف على "أوميكرون" قبل نحو أسبوع فقط، ولذلك، ما زال أمام العلماء المزيد من العمل لفهم مدى تأثيره على مسار الوباء حول العالم.
وفي ما يلي ملخّص لما نعرفه حتى الآن، والأسئلة التي تُحيط بالمتغيّر الجديد من الفيروس.
من أين أتى؟
لا يعلم العلماء حتى الآن أصل المتحور. وقال عالم الأوبئة في جنوب إفريقيا سالم عبد الكريم إنه وقع اكتشافه أولا في بوتسوانا ثم في جنوب إفريقيا حيث تم الإعلان عن المتحور الجديد في 25 تشرين الثاني.
وقالت منظمة الصحة العالمية: "تم تحديد أول حالة مؤكدة مخبريًّا معروفة من عينة جمعت في 9 تشرين الثاني 2021"، من دون تحديد المكان".
وصرّح رئيس المجلس الاستشاري العلمي للحكومة الفرنسية جان فرانسوا دلفريسي لوكالة "فرانس برس": "من المحتمل أن يكون وقع تداوله في جنوب إفريقيا لفترة أطول مما كنا نعتقد - منذ أوائل تشرين الأول".
لماذا هو "مصدر قلق"؟
في اليوم التالي لإعلان جنوب إفريقيا، أطلقت منظمة الصحة العالمية "أوميكرون" على المتحور الجديد، المستوحى من الأبجدية اليونانية، تماما مثل ما فعلته مع المتغيرات السابقة لـ"كوفيد-19"، وصنفته على أنه بديل "مثير للقلق".
ويعتمد هذا التصنيف على الخصائص الجينية لـ"أوميكرون"، وأيضا كيف يبدو أنها تصرفت في السكان حتى الآن. ويُترجم التركيب الجيني الفريد لـ"أوميكرون" إلى تغييرات متعددة في بروتين spike، والتي قد تجعله أكثر عدوى ويصعب السيطرة عليه عن طريق اللقاحات الحالية، ولكن هذه الاحتمالات ما تزال نظرية حتى الآن.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت الحالات في مقاطعة غوتنغ بجنوب إفريقيا، والتي تضم جوهانسبرغ، بسرعة مع تحديد العديد من الحالات بـ"أوميكرون".
ويبحث العلماء في جميع أنحاء العالم في مدى عدوى "أوميكرون"، وشدة المرض الذي يسببه، وما إذا كان أكثر مقاومة للقاحات. وقالت منظمة الصحة العالمية إن العملية ستستغرق على الأرجح أسابيع.
هل سيحلّ "أوميكرون" محلّ "دلتا"؟
متغيّر دلتا حاليًّا هو الأكثر انتشاراً في جميع أنحاء العالم. والمتغيّرات المتنافسة بشكل طبيعي والتي تطورت بعد "دلتا" (مثل الأقل شهرة مو ولامبدا) لم تتمكن من تجاوزها في عدد السكان - ولكن انتشار "أوميكرون" في غوتنغ يشير إلى أن ذلك ممكن.
وقال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض (ECDC) إنه إذا وقع استنساخ نمط الانتشار في جنوب إفريقيا في أوروبا، فقد يشكل "أوميكرون" غالبية حالات "كوفيد-19" في غضون بضعة أشهر. ومع ذلك، لم يكن "دلتا" حاضراً أبداً في جنوب إفريقيا، لذا من الصعب إجراء مقارنة مع أوروبا في هذه المرحلة.
وقال الخبير الأميركي إيريك توبول، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إنه ليس من الواضح ما إذا كان انتشار "أوميكرون ناتجا عن انتقال كبير، مثل دلتا، أو التهرب المناعي". ويحدث التهرب المناعي عندما يمكن للفيروس أن يصيب شخصاً اكتسب بالفعل مناعة إما من عدوى سابقة أو من التطعيم.
هل هو أكثر خطورة؟
قالت طبيبة من جنوب إفريقيا إنها عالجت نحو 30 حالة من "أوميكرون" ولم تظهر سوى "أعراض خفيفة" على هؤلاء المرضى.
وحذّر المجتمع العلمي من استخلاص استنتاجات بناء على هذه الشهادة لأن المرضى كانوا في الغالب من الشباب وأقل عرضة للإصابة بـ"كوفيد-19" الحاد. وحتى الآن، فإن جميع الحالات المكتشفة في أوروبا "إما دون أعراض أو مصحوبة بأعراض خفيفة"، وفقاً للمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض.
وهذا لا يعني أن "أوميكرون" لن يسبب حالات "كوفيد-19" خطيرة، لكنه يترك الباب مفتوحا لفرضية متفائلة نادرة.
ماذا عن اللقاحات؟
من السابق لأوانه القول ما إذا كانت اللقاحات ستكون أقلّ فعالية ضد انتقال العدوى أو الإصابة بأمراض خطيرة من "أوميكرون" مقارنة بالأنواع الأخرى.
ويجدر البحث عما إذا كانت الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الحالية لا تزال تعمل، وما إذا كانت لا تزال تمنع المرض الشديد.
وبانتظار بيانات العالم الحقيقي، يحاول العلماء الإجابة عن هذا السؤال من خلال الاختبارات المعملية. ويوضح العلماء أنه حتى لو كانت اللقاحات أقل فعالية ضد "أوميكرون"، فهذا لا يعني أنها ستكون غير فعالة تماما.
وبالإضافة إلى استجابة الأجسام المضادة التي يمكن أن تضعف بسبب الطفرات في "أوميكرون"، فإن الجسم لديه استجابات ثانوية للخلايا التائية التي يمكن أن تحمي من المرض الشديد. ويتوقع الخبراء أن استجابة الخلية ستكون فعالة جزئيا ضد "أوميكرون".