news
Folder

صحة

أزمة الدواء في لبنان تضع حياة الشعب اللبناني على المحك، كما أن الأحوال تبدو على ما كانت عليه في العام الماضي ولا بل أسوأ.

18 كانون الثاني 2023 newsfolio  :المصدرنوال ابو حيدر  :الكاتب

الدواء

جو سلوم

الصيدليات

التهريب

article_page_ad

"اللي بغيّر عادتو بتقل سعادتو". كان الشعب اللبناني يتمنى ألا يصح هذا القول على عتبة العام الجديد، ولكن للظروف أحكام. فأزمة الدواء في لبنان تضع حياة الشعب اللبناني على المحك، كما أن الأحوال تبدو على ما كانت عليه في العام الماضي ولا بل أسوأ. فصيدليات لبنان تعاني من شح عشرات الأصناف من الأدوية في الفترة الأخيرة، في ظل غياب أي بديل للكثير منها، مما ينذر بكارثة صحية وربما يهدد بإغلاق العديد من الصيدليات نهائيا.

وتبدو الأجواء أكثر من سلبية في هذا الخصوص، فكان قد حذر نقيب الصيادلة جو سلوم الشعب اللبناني من تداعيات أزمة قطاع الأدوية، الذي يرزح تحت وطأة الهم المعيشي، مؤكدا أن هناك انقطاعا في الأدوية، وأن الأسعار مرتبطة بسعر الدولار والمؤشّر الصادر عن وزارة الصحة. 


انهيار شامل يضرب لبنان.. والمرضى في خطر!

ووسط هذه المعمعة، أكد نقيب الصيادلة جو سلوم في حديث خاص لموقع "نيوزفوليو" أننا " باتجاه انهيار شامل في شتى المجالات، وقد تطرقنا سابقا إلى موضوع مصير الشعب اللبناني والمعاناة اليومية في الإجتماع النقابي الطارئ بدعوة من نقابات المهن الحرة، الاتحاد العمالي العام، روابط التعليم ونقابة المعلمين، وأطلقنا النداء الأخير لإنتخاب رئيس للجمهورية وانتظام العمل السياسي والدستوري والإقتصادي في البلد، والبدء بالخطة الإنقاذية لأن الشعب اللبناني متروك لقدره". 

وانطلاقا من كل تلك المعطيات، بحسب سلوم، يبدو أن "حياة المرضى في لبنان أصبحت في دائرة الخطر الشديد".

 

أزمة الدواء في لبنان.. الصيدليات مهددة!

فحين يسأل المغترب الأصدقاء في لبنان عما يرغبون في أن يرسل لهم من الخارج، يكون الجواب عادة "علبة بنادول" أو غيره من الأدوية البسيطة، التي من المفترض أن نجدها في صيدليات لبنان.

وفي السياق عينه، أوضح سلوم أن الصيدليات مستمرة في العمل طالما كميات الدواء متواجدة ولم تنفد بعد داخلها".

من ناحية أخرى، وعن فتح الأبواب أمام الأدوية المهربة والمزورة، رأى سلوم أن "السبب الأساسي هو عدم تأمين الدواء، فيلجأ الشعب إلى الدواء المهرّب والمزوّر".

وتحت عنوان "إنقاذ القطاع الصحي"، أضاف سلوم: "نحضّر اليوم لتحركات في الشارع اللبناني ولخطوات تصعيدية في حال لم يستجب أحد لمطالبنا المقدمة، ولم يتحسس لوجع المواطن ويستجب لصرخته".

 

أسعار الدواء "تقتل" الشعب اللبناني.. "إلى الشحاذة" در!

 وما كان ينقص هذا المشهد المؤلم سوى الطبقات الفقيرة في لبنان التي "تشحد" ثمن الدواء عندما تعصف الحاجة الملحة إليه، فإما أن تختار الموت من الذل أو الموت البطيء من دون دواء، في بلد الحلول الموعودة فيه غير موجودة.

من جهتها، تقول إحدى المرضى ل"نيوزفوليو": "حاولت طيلة الفترة السابقة تأمين الدواء الذي لا أستطيع الإستغناء عنه بأي شكل من الأشكال وإلا تصبح حالتي الصحية خطرة جدا، فكانت الأسعار لا تزال مقبولة نسبيا. ولكن اليوم، خرج الوضع عن السيطرة، فسعر الدواء تجاوز قدراتي المادية، فاضطررت لمد يد العوز للآخرين كي يؤمنوا لي الدواء".

وتتابع: "استطاعت إحدى الجمعيات الخيرية تأمين حاجتي من الدواء لشهر واحد، فكيف لي أن أؤمّن دوائي طيلة الأشهر المقبلة؟".

أمام هذا الواقع اللبناني المرير، لعل وعسى أن يستجيب الله دعاء المرضى في ظل طبقة سياسية حاكمة لا تعرف للرحمة وللشفقة سبيلا.