article_page_ad

هي مرحلة عالميّة جديدة تنطلق مع إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتهمة ارتكاب جريمة حرب، وذلك على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني.

فبغضّ النّظر عن القدرة على تنفيذ المذكرة أو لا، إلا أن مفعولها سيرافق الرئيس الروسي الى الأبد، وسيُدخل مستقبله السياسي في داخل وخارج روسيا بحالة من الفوضى الشديدة، وسيُشرّع أبواب نزول الكثير من المسؤولين الروس، من مركبه (بوتين) مع مرور الوقت، وقبل غرقه الكامل مهما طال الزّمن.

 

إرهاب

ولكن من الآن وصاعداً، سيكون العالم أمام موجة جديدة من الإرهاب الشديد، سواء في الداخل الروسي، أو على صعيد خارجي، قد تُترجَم بمزيد من حالات الانتحار - الاغتيال التي قد تطال رجال مال، وأعمال، وأمن، وسياسة، واقتصاد... في روسيا، الى جانب توتّرات سياسية وعسكرية أكبر في كل مكان يُمكن لبوتين أن يؤثّر فيه، ومنها منطقة الشرق الأوسط.

فالرئيس الروسي أحاط نفسه منذ ما قبل إشعاله حرب أوكرانيا بسنوات قليلة، بعدد من النّاقمين على الولايات المتحدة الأميركية والغرب، وبمجموعة من الهاربين من الطلبات الأميركية الكثيرة، سواء في منطقتنا، أو في آسيا وأفريقيا، أو حول العالم عموماً. وهو لن يتأخّر بالاستثمار في هذا الرّصيد الكبير.

 

جواب صيني ضروري

فالى أي مدى يُمكن للبنان أن يرتاح بالفعل بعد الاتّفاق الإيراني - السعودي، وبعد "التبشير" بحضور عسكري روسي أكبر في سوريا مستقبلاً، وبعد الوساطة الصينيّة بين طهران والرياض، فيما لم تُظهر بكين يوماً أي حرص خاص على المصالح اللبنانية؟

وماذا عن ضرورة التواصُل اللبناني السريع مع الصين، لمعرفة ما تضمّنته تفاصيل المحادثات الصينيّة - الإيرانية - السعودية في بكين، عن الملف اللبناني، لا سيّما بعد معلومات متداولة في بعض وسائل الإعلام العربية عن مباحثات حول سَحْب الأسلحة الإيرانية من اليمن باتّجاه سوريا ولبنان، بموجب الاتفاق السّعودي - الإيراني، وهو ما يعني تحويل حرب اليمن الى لبنان بشكل أساسي، و"تبشير" بمزيد من الضّربات الإسرائيلية للأراضي السورية، وربما للأراضي اللبنانية أيضاً، في المستقبل؟

 

ليس واضحاً بَعْد

أوضح النائب السابق محمد الحجار أن "تفاصيل الاتّفاق السعودي - الإيراني لم تتوضّح تماماً بَعْد حتى الساعة، وسط تُخمَة في التحليلات والمعلومات حوله منذ أسبوع، قد لا تكون كلّها صحيحة بالضّرورة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "خلاصة البيان المشترك الأساسيّة تضمّنت تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية وإيران، وعدم تدخل أي دولة منهما بالشؤون الداخلية للأخرى، واستئناف العلاقات الديبلوماسية. ولا أحد يعرف أكثر من ذلك الى الآن. ولكن الموقف المعروف للمملكة، هو أنها ترفض التدخُّل في شؤون كل الدول العربية، وليس اليمن وحده. ومن هنا، فإنه لا بدّ من انتظار جديّة إيران في الالتزام بالبيان".

 

أساس المشكلة

ورأى الحجار أنه "بما أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الصين برعاية اتفاق بين دولتَيْن، فسيكون من المهمّ جدّاً لبكين أن يُنفَّذ بنجاح، كتمهيد لإظهار أهميّة الدور الصيني. وبالتالي، هناك مصلحة صينيّة في نجاحه، وفي وقف إيران مشروعها المُهَيْمِن، والتزامها بسياسة حُسن الجوار".

وأضاف:"العرب لا يريدون أن يتعاملوا مع إيران كعدوّ، والكلّ يعترف بها كدولة إقليمية صاحبة قدرات لا أحد ينكرها. ولكن تخريب العلاقات العربية - الإيرانية أتى نتيجة لدخول القيادة الإيرانية بمشاريع بعيدة، وصلت الى درجة التعاطي مع المسلمين الشيعة في الدول العربية كما لو أنهم جاليات تابعة لطهران. فهذا هو أساس المشكلة معها".

 

مقدّمة

وأكد الحجار أن "الاستقرار في لبنان لا يرتبط بالاتّفاق السعودي - الإيراني وحده. فلا بدّ من دور لبناني داخلي، على مستوى انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة مُكتمِلَة الصلاحيات، وتطبيق الإصلاحات المطلوبة، وإلا فسيسوء الوضع اللبناني أكثر فأكثر".

وختم:"المسار الداخلي الصحيح سيشكّل المقدّمة اللازمة لبناء الثّقة العربية بلبنان من جديد، وذلك بعدما اهتزّت بسبب تهجُّم أفرقاء محور "المُمانَعَة" في لبنان على المملكة العربية السعودية والدول العربية، خلال السنوات الماضية".

 

news
news
news
news