article_page_ad

ماذا لو وقعت كارثة طبيعية في لبنان اليوم، أو غداً، أو في أي وقت؟

سؤال نرغب بالحصول على أجوبة واضحة بشأنه، في بلد يُشعِرنا ما تبقّى من أركان حُكم فيه منذ يومَيْن، بأننا في دولة الفوائض المالية السنوية الهائلة، التي تتجاوز مليارات الدولارات، والتي نحتار دائماً كيف ننفقها، بعدما أصبحنا "منارة" للشرق والعالم، بقطاعاتنا المختلفة المُتماسكة.

 

"روضات" الانهيار

فاخجلوا، واستتروا، ولا تتحدّثوا عن تجنيد طاقاتكم لمساعدة سوريا. وهو كلام نقوله بموازاة تأكيدنا وجوب مساعدة الشعب السوري المنكوب، من كل صاحب قدرة على ذلك.

ولكن دولة منكوبة تدور في "روضات" انقطاع الدواء، والطعام، والمال، والاستشفاء، والإنترنت، والاتّصالات والكهرباء، والمياه... وفي وحول دولار السوق السوداء ونتائجه الكارثيّة اليوميّة، وفي انقطاع المحروقات عن سيارات الإسعاف في بعض الأحيان، (دولة منكوبة على تلك الصُّعُد) يجب أن تخجل من الحديث عن "بكالوريا" مساعدة دولة أخرى منكوبة.

فمن هو عاجز عن توفير حاجات شعبه، ومن يُسمع شعبه أن لا أموال في لبنان، وأن لا موارد لدينا... يجب أن يخجل من الحديث عن مساعدة شعب آخر (ولو من حيث المبدأ)، وأن يترك المساعدات لمراجعها الصّالحة.

 

"شحادة"

فالدول الفاسدة لن تتحوّل الى صالحة، حتى ولو اهتزّ العالم كلّه بالزلازل، والهزّات، والبراكين... وبدلاً من أن تتجنّدوا لكذبة مساعدة سوريا، أسرعوا في محاولات الحصول على مستشفيات ميدانية، وعلى مزيد من الرافعات، وسيارات الإسعاف، والأدوية، والمستلزمات الطبيّة... من أصحاب الأيادي البيضاء في الخارج، منذ الآن، تحسُّباً لما قد نحتاجه في لبنان، في أي وقت.

فماذا عن مصيرنا في ما لو وقعت كارثة طبيعية في أي وقت، وفي ظلّ دولة فاسدة لن تفعل سوى النّجاة بنفسها، وبأركان حكمها، والتي لن تتحرّك سوى لـ "الشّحادة" لصالح تلك الأركان، على حساب حياة وصحة شعبها؟

 

مشهد صعب

أشار النائب السابق الدكتور عاصم عراجي الى أن "لدى القطاع الطبي في لبنان ما بين 13 و14 ألف سرير تقريباً، ونحو 150 أو 160 مستشفى موزّعة على ما يصل الى ما بين 4 و6 ملايين نسمة في البلد. وفي حال حصول كارثة، ستبرز الحاجة الى اتّباع طريقة إعطاء الأولوية للحالات الأشدّ خطورة".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "استيعاب الصّدمة الأولى سيكون مُمكناً، ومهما كانت صعبة، إذا توفّرت المساعدات. طبعاً، نتمنى أن لا تحصل كارثة، ولكنّنا سنكون أمام مشهد خطير جدّاً وصعب، في حال حدوث أي شيء على هذا المستوى".

 

إرباك

ولفت عراجي الى أن "الاستشفاء سيكون على حساب وزارة الصحة في مثل تلك الظّروف. ولكن ذلك لن يمنع التحدّيات والحاجات المالية، وتلك التي تتعلّق بنقص بعض المستلزمات الطبية والأدوية، لا سيّما تلك التي تُؤمَّن على الطلب وتتطلّب دفع ثمنها "كاش"، وهو أكثر ما يقلقنا في مثل تلك الحالات. الانهيار الاقتصادي يؤثّر علينا، وعلى عَدَم توفّر التسهيلات، والمواد والمعدّات الطبيّة والأدوية".

وأضاف:"ناضلنا كثيراً خلال السنوات الماضية مع النائب السابق محمد قباني، الذي كان رئيس لجنة الأشغال النيابية في الماضي، من أجل هيئة إدارة الكوارث الطبيعية التي يجب تفعيلها لأنها ضرورية، فيما لا نسمع بها حالياً مع الأسف إلا في ما ندر. فنحن ضمن منطقة معرّضة لوقوع كوارث في شكل دائم، ومن المُفتَرَض إجراء تدريبات دائمة تتعلّق بالتعامُل مع ظروف الكوارث، وتوفير الآليات اللازمة، وعَدَم انتظار وقوع الكارثة مثل من يتفرّج. هذا مع العلم أن هيئة إدارة الكوارث الطبيعية تُعنى بكل ما يرتبط بحاجات القطاع الصحي، والصليب الأحمر، والهلال الأحمر. ويطال دورها الأجهزة الأمنية والعسكرية، ولكن هيكليّتها غير مُفعَّلَة".

وختم:"مؤسف أن يغيب دور هيئة إدارة الكوارث الطبيعية تماماً كما هو حال هيئة سلامة الغذاء. وهذا ما يتسبّب بالضّياع والإرباك تجاه الظّروف الصّعبة".

news
news
news
news